الحث على طلب العلم، وعلى العمل الذي هو الغاية المقصودة من العلم، فإن العلم مهما بلغ فضله ليس إلا وسيلة للعمل، فالعلم النافع والعمل الصالح هما مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة.

حكم البيع في الإسلام، والتحذير من البيوع المحرمة، مع بيان بعض صورها في عصرنا، وأثر ذلك على الفرد والمجتمع.

بيان معنى النصيحة، وشروطها، وأنها من أعظم ما جاء به دين الإسلام العظيم.

بيان معنى الوصية لغةً واصطلاحًا، وذكر بعض فوائدها، وأحكامها.

ذكر طرف من سيرة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى -، ومحاربته لكل مظاهر الشرك في عصره، ودعوته الناس إلى التوحيد، وآثار ذلك على الجزيرة العربية كلها.

في هذه المحاضرة التحذير من البدع، ومن الركون إليها، وذكر حقيقتها وآثارها.

التحذير من مخالطة الكفار، وذكر أضرار هذه المخالطة.

فإن من تقوى الله - تعالى -: الاستقامة في سيرك وتوجهك إليه، وهذه الاستقامة هي سلوك الطريق المستقيم، وهو الدين القويم والصراط المستقيم، الذي أمرنا أن ندعوا ربنا أن يوفقنا لسلوكه في كل ركعة من ركعات الصلاة، فسالكوه هم الذين أنعم الله عليهم، وهم الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون، ومن سلك سبيلهم كان برفقتهم، ومن خرج عن طريقهم كان برفقة الغاوين من إخوان الشياطين.

فإن من نعم الله تعالى علينا التي لم نرعها، ولم نعطها حقها: القرآن العظيم؛ فمِن الناس من هَجَرَ تلاوته وسماعه، ومنهم من هَجَرَ العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، فحذار من هجر القرآن بأي نوع من أنواع الهجران؛ فإن ذلك طريق الخيبة والخسران.

فمن مضار وخصال الكبر المذمومة: أنه لا يتكبر أحد على أحد حتى يُعجب بنفسه، وأنه ينازع الله - عز وجل - في صفاته، وأنه سبب لبغض الناس لصاحبه وعدم الصفاء له، فما استُجلب البغض بمثل التكبر، ولا اكتُسبت المحبة بمثل التواضع.

فإن النجش هو أن يزيد في ثمن السلعة من لا يريد شراءها؛ ليخدع غيره ويجره إلى الزيادة في السعر، وهو من باب المكر والخداع، وقد نهانا وحذرنا منه نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم -، فيجب على المسلم أن يتنزه عنه، وأن يجتنبه، وأن يتقي الله - عز وجل - في بيعه وشرائه.

فإن صحبة الأخيار تعود عليك بالعلوم النافعة، والأخلاق الفاضلة، والأعمال الصالحة، وصحبة الأشرار تحرمك من هذا كله، فصحبة الأخيار توصل العبد إلى أعلى عليين، وصحبة الأشرار توصل العبد إلى أسفل سافلين، فاتق الله يا عبد الله، واحذر قرناء السوء، وعليك بصحبة أهل العلم والخُلُق؛ فإن في صحبتهم الفوز والسعادة في الدنيا والآخرة.

فلما كان الإيمان اعتقادًا بالجنان، وقولًا باللسان، وعملًا بالأركان، صار استمرار العمل الصالح وتماسكه وتواصله أمرًا مطلوبًا لشارعه، فمتى التزم الإنسان عقيدة الإيمان بالله - سبحانه وتعالى - لَزِمَه أن يواصل العمل الصالح، والسير إلى الله - تعالى -، فإنه بمواصلة العمل الصالح تطيب الحياة وتسعد.

فإنه ما من حي ذي روح إلا وهو ينشد الحياة السعيدة، ويلتمسها، ويجد في طلبها، وإنما الاختلاف في الطرق التي توصل إلى هذه الحياة، وقد بيَّنها الله - عز وجل - في كتابه العزيز، فهي جليَّة لمن نور الله بصيرته، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون}. [الأنفال : 24]

فإن العقل نعمة كبرى ومنحة عظمى، يزن به الإنسان جميع أموره، ويعرف به الضار من النافع، ويعقل به بشارة ربه وما بشر به، ويفطن به لما أنذر عنه ويجتنبه.

فإن ما رزقك الله - عز وجل - من الأموال، وانفتاح الدنيا وزينتها، ما هو إلا متاع، وعمّا قليل سيزول، أو يزول عنه صاحبه، وستجد آثاره الطيبة أو السيئة، إما عاجلًا أو آجلًا، فالمال نعمة من الله على خلقه، فإن استعملته في طاعته فهو نعمة، وفتح الله عليك به باب رحمته وبركته، وإن استعملته في معصية الله - تعالى - فهو نقمة وباب سوء وعذاب.

تعريف الحسد، وحكمه، وذكر مفاسده، وآثاره على الأفراد والجماعات.

في هذه المحاضرة بيان الغرض من الحلف، وصور ألفاظه، وما هو الحلف المشروع الذي تجب فيه الكفارة؟ وما هي الكفارة؟

فإن ممن لهم حق الضيافة: ضيوف البلد الحرام، فعليهم قبولها، وإكرام مضيفهم، فهم ضيوف للرحمن، أعزاء لعزة هدفهم النبيل، وغايتهم السامية، ولقدومهم من بعيد؛ لتأدية شعيرة من شعائر الإسلام.

فإن من أشنع الجرائم وأفظعها، وأغلظها عقوبة، وأشدها جرمًا، دنيا وآخرة: الزنا، فهو محرم في كل ملة، وما فعله مسلم - من دون استباحة - إلا عرض نفسه لأشد العقوبات، عاجلًا أو آجلًا، وإن الله إذا حرَّم شيئًا حرَّم وسائله، التي توصل إليه، وتُفضي إلى فعله، فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، وإن من وسائل الزنا التي فشت في مجتمعنا، وأصبحت مألوفة عند بعضنا: الخلوة: خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية التي ليست محرمًا له ولا زوجة, والتي حذرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها أشد التحذير.

فإن من مكارم الأخلاق، ومحاسن العادات، وروابط أواصر المحبة، وأسباب الود والألفة، والمعين على البر والتقوى: حسن الجوار واجتناب الإساءة إلى الجار.

فإن أحكام الله - تعالى - تسمو على كل حُكْم، وكل مبدأ يتضاءل أمام شريعة الله تعالى، ويضمحِل جانبها، وإن الخاضعين والمنقادين لأوامره - تعالى - وأوامر رسوله - صلى الله عليه وسلم - المذعنين لطاعته لا يزالون سبَّاقين للمعروف، وقَّافين عن المحارم، كما أن الاستهزاء هو: الاستخفاف بذلك كله، والاستهانة به، وإظهار المعايب والنقائص بالمسلمين على وجه يُضحَك منه، سواء بالوصف الذميم، أو المحاكاة القوليَّة والفعلية، فما حُكمَ مَن استهزأ بشيء فيه ذِكر الله - تعالى - أو القرآن أو الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو المسلمين؛ لإسلامهم؟ وما هي عقوبته؟ فهذا ما توضحه هذه المحاضرة.

فإن من إنكار النعمة أن يستعملها الإنسان في معصية الله، أو لا ينسبها إلى صاحبها - وهو الله - عز وجل -، أو يعتقد بأنها ليست من الله، وغيرها من الصور، وفي هذه المحاضرة بيان تحريم إنكار النعمة، وحكم من أنكرها، وذكر صفته.

فإن الله فرض الفرائض وأوجب الواجبات، وعلم من عباده أنهم سيقصرون في إتمامها وكمالها؛ فشرع النفل، فجعل من النفقات المالية ما هو واجب وما هو تطوع، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما هو واجب وما هو تطوع، وجعل من طلب العلم ما هو واجب وما هو تطوع، وشرع من الجهاد ما هو واجب وما هو تطوع، وكذا من الصلوات ما هو واجب وما هو تطوع، فما أوسع طرق الخير وأكثرها، منةً من الله وفضلًا على عباده.

فإن ملذات الدنيا محبوبة، مرغوب فيها، وهي خير لمن امتطاها إلى الآخرة، وتكون عليه شرًّا إن رغب بها عن الآخرة، فيا أخي المسلم! لا تغتر بزينة الحياة الدنيا فإنها فانية، واعمل لما في الآخرة فإنها هي الباقية.